ان حياكة الجلود وصبغتها كانت في بادىء
الامر يدوية وبشكل بدائي، الا انه مع مرور الوقت واكتساب الخبرات تمكن الكثير من
الحرفيين المختصين بحياكة الجلود من توفير ما يلزم من جلود تلبي الحاجة المحلية
حيث ان القائمين على هذه الحرفة عملوا على تحديثها وتطويرها، فيوجد الان في فلسطين
حوالي خمس عشرة مدبغة حديثة ومتطورة قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلي من
جلود ذات مواصفات عالية.
ان الفرع الاهم والاكبر في الصناعات
الجلدية هو صناعة الاحذية والحقائب الجلدية حيث ان هذه الصناعات تركزت في مدينة
الخليل و تجار البلدة القديمة قائمين على استيرادها، واشار التاجر "مهند
دعنا" (24 عاما) الا ان الصناعات الجلدية واكبت عصرها الذهبي حتى عام 2000 ،
ولكن هذا العام اخذت الصناعات الجلدية بالتراجع حيث تبدلت الظروف وتغيرت الاحوال وبدات
هذه الصناعة تتراجع بشكل كبير.
ان الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت وما
زالت تمر بها الاراضي الفلسطينية قد اثرت بشكل كبير على الصناعات الجلدية، ولا
ننسى الحجم الكبير من البضائع المستوردة التي الذي اكتسح كافة المحلات الحرفية في
البلدة القديمة، هذا وذاك كلها عوامل ادت الى تراجع الصناعات الجلدية بشكل كبير
جدا، كما ان الصناعان الجلدية اذا استطاعت ان تنافس البضائع المستوردة من حيث
الجودة والتميز فهي لن تستطيع ان تنافسها من ناحية تدني الاسعار وغياب قوانين
الحماية للمنتج المحلي.
ولكن على الرغم من تراجع الصناعات الجلدية
وبالاخص في الخليل ان الكثير من المستهلكين اكدوا على انه رغم تنوع الاحذية
الجلدية المستوردة فلا شيء يضاهي احذية الخليل فجودتها عالية رغم ارتفاع سعرها وهي
مريحة جدا، مستهلكين اخرون اشاروا الى ان الصناعات الجلدية في الخليل هي صناعات
متقنة وتبقى لوقت طويل ولا يلفت انتباههم اي نوع اخر من الصناعات الجلدية
المستوردة.
ومن هنا نرى انه في ظل طغيان الصناعات الجلدية
المستوردة من الصين واكتساحها كثير من محلات البلدة القديمة الا ان الصناعات
الجلدية للاحذية في الخليل والتي يستوردها الكثير من تجار البلدة القديمة ما زالت
قائمة وحاضرة وتتشبت بالجودة والتميز على امل العودة الى عصرها الذهبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق